دراسة في المثقف و الأديب في كوكب الفيسبوك بعنوان:
لماذا أصبحت قيمة المثقف في شهادة فخرية فقط دون خلفية فكرية و نِتاج معرفي علما أن قيمة الشخص الادبية والعلمية ليست بلقب أكاديمي أو شهادة فخرية عليا بل برصيده الفكري الثقافي..
بقلم القيصر_بتاريخ 12-01-021
لقد اخترت مسمى (كوكب الفيسبوك) لانه عندما نفتح شاشتنا الزرقاء ننتقل الى عالم اخر أشبه بكوكب ثان خلاف كوكب الواقع الذي نعيش فيه..
وبانتقالي الى موضوع الدراسة فقد لوحظ بشدة نمو ظاهرة السجالات الشعرية و المسابقات الثقافية بشكل كبير بحيث أضحت حديث الفيسبوك فبعضٌ منها هادف و راقي وما أكثر الهراء في الباقي..
فالمسابقات منذ فترة قد أحدثت ثورة كبرى في مجتمع الفيسبوك و بات الكثيرون يبحثون عنها كما يبحث الضامئون عن الماء دون اختيارهم لموضوع الفقرة و مدى أهميتها كشيء يعود عليهم بالعائد المعرفي والنفع المثمر،فأغلب السجالات هراء في هراء و ليست لأغلبية القراء بل لفئة هشة من الأدباء فقط،أدباء معرفتهم بالضاد ضعيفة جدا ناهيك عن الذين لاعلاقة لهم بالفصيح و أيضا مداركهم الفكرية قليلة إن لم نقل منعدمة وهذه كلها أسباب تعطينا أدباء ليسوا كالأدباء أدباء مع الجاهل سواء بسواء والأدب ضاع في أيديهم و أصبح هباء..
أنا لا أقلل من شأنهم لكن تفاهة الكثيرين منهم و تسابقهم على الاوسمة بشكل يدهشني شيء أثار حفيظتي بشدة فهم يضيعون وقتا ثمينا في سجالات دون أن يحاولوا الارتقاء في اختيار مواضيع الفقرات من جهة وتصحيح أخطائهم أو تنمية مداركهم و إغناء رصيدهم الفكر و اللغوي من جهة أخرى و هم للاسف لا يعلمون أن قيمة الشخص الادبية و العلمية ليست بلقب أكاديمي أو شهادة فخرية عليا بل هي برصيده الفكري الثقافي و نِتاجه المعرفي و دوره في إحداث ثأثير بالساحة الفكرية و المشهد الثقافي ككل و ترك بصمة مميزة و أيضا عطاء من صميم قريحته يُثري به الفكر والعلم للأجيال القادمة..
و شيء اخر فكثير من السجالات يكون موضوع الفقرة إما موضوعا متكررا وتافها جدا أو شيء مثلا رومانسي و فيه مس صريح بالمقدسات و رموزنا العقائدية و تجد المساجلين كُثُرا للأسف الشديد و يلتفون حوله كما يلتف الذباب على القمامة،اسف على التعبير و لكن من يجعل المقدسات موضوعا لتفاهاته الرمانسية فهو أحقر عندي من الذباب، فلا صاحب الفقرة خاف ربه و لا قطيع الشعراء أيضا خاف ربه لانهم للاسف اكثر الشعراء أقول اكثرهم وليس كلهم أشبه بقطيع غنم بلا وازع ديني و لا مرجعية أخلاقية أو ضمير انساني..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق