السبت، 30 يناير 2021


 دراسة في الإنحلال الاخلاقي في مجتمعاتنا الشرقية بعنوان:

رؤية للناشئة في المجتمع الشرقي في ظل هشاشة العقيدة الدينية و تفكك المنظومة الأخلاقية_بقلم القيصر بتاريخ15-11-220


إن الانحلال الأخلاقي ظاهرة مشينة عرفت انتشارا كبييرا في العقد الاخير و ما تنفك تتزايد بشكل رهيب متخذة أشكالا و أنماطا غريبة و أحيانا خطرة،و كثير هو الكلام بهذا الشأن فكما تعددت أسبابه تعددت أيضا نتائجه فهي تؤثر أوليا على الفرد الواحد داخل المجتمع و تحوله إلى جرثومة خبيثة تنفث سمومها في باقي الافراد فيستوبئ و يُعدي عددا كبيرا داخل محيطه ،و إذا فَسُد المجتمع سقط الوطن في الحضيض..

و كلنا نعلم ان هذا الانحلال نتيجة مباشرة لفقدان القيم و الابتعاد عن تعاليم ديننا الحنيف فتنتشر الرذيلة بين مختلف فئات المجتمع محدثة هدما كبيرا للمُثل و القيم و يتهاوى الافراد  تباعا في هوة الفحش و القذع فيصبح الشارع مليئا بسلوكيات بعيدة كل البعد عن عادتنا و تعاليم اسلامنا العظيم..

و عندما نتدبر في الاسباب التي جعلت الانحلال بيننا يستشري بهذا الشكل المفرط و الذي يجب تقسيمه الى نوعين الانحلال الأخلاقي عند الناشئة و الانحلال أيضا عند الكبار فالنتيجة مدمرة و واحدة لكن الاسباب متباينة..

فإذا نظرنا إلى الانحلال عند الصغار و اليافعين سنجد أن أولها هو الوسط بالدرجة الأولى،نعم فالوسط هو أهم عامل مؤثر لأنه البيئة التي ينشأ فيها الطفل منذ الصغر و نتكلم هنا عن الشارع حيث العوامل و المؤثرات المحيطة به بعيدة كل البعد عن القيم و و أسس الاخلاق السامية فيجد اليافع نفسه قد أُحيط بأشياء سلبية كثيرة وفي شارع مليء  بالسلوكيات المنحرفة التي تنأى كل النَّأي عن أبسط معاني الأدب و الاحترام،فالبيئة أحيانا قد تصنع من نفس الشخص إما عالما أو إنسانا صالحا وإما مجرما و منحرفا..

وأيضا العامل الثاني والذي يندرج هو الآخر ضمن عامل البيئة فهو بيت الطفل الذي يعتبر مهد تربيته و مدرسته الأولى حيث الأبوين هما العامل الارشادي له،فإذا غاب دور الأبوين في التوجيه و الإصلاح و فُقد الحوار مع طفلهما ضاع الطفل و خرج عن الصلاح و أصبح كل شيء عنده مباح..

وعامل آخر يطرح نفسه دائما وهو العامل التكنلوجي الذي طرح نفسه بقوة خلال العقد الأخير و هو بلا شك شيء سلبي لكل الفئات العمرية لما فيه من مغريات من افلام فاحشة و ثقافة غربية مفسدة و أفكار عقائدية ملحدة..

و لا ننسى ان المناهج التربويية باتت ضعيفة جدا لاتكفي لزرع الفضيلة والـمُثل في الناشئة كما ان الاستاذ والمعلم قد غابت فيه صفة القدوة..

و أخيرا فالبيئة التي انحلت منظومتها الأخلاقية و تفككت فيها الأسس السليمة و معايير العدل تصبح مكانا لفوضى عارمة و يجد الطفل نفسه بين رحى الاجرام والضياع خاصة من غير وازع اخلاقي لغياب المرجعية الدينية أو عامل زجري لغياب القوانين الصارمة من عقاب و ثواب..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  فلسفة الحياة.. بقلم _القيصر_21-04-2021 إن للحياة فلسفة خاصة بها و معاييرها تخالف غالبا معاييرنا،كما أن قوانين الزمان و الأيام تخضع لقوانين...