🎓🎓🎓🎓دراسة في النظام العالمي داخل الحداثة بعنوان:
نُخب اقتصادية كحذاء عملاق يجثم على اقتصاد العالم ودول صغرى قابعة تحت نفس الحذاء متغيرات كارثية أفرزتها المنظومة الرأسمالية العلمانية والإيدولوجية الغربية الحداثية كآليات كبرى لغزو الشعوب فكريا واقتصاديا والهيمنة على سياساتها..🎓🎓🎓🎓
🎓🎓🎓🎓بقلم_يوسف القيصر_بتاريخ29-02-2025🎓🎓🎓🎓
أقسام الدراسة:
1-العالم في المنظومة الرأسمالية العلمانية و الحداثة الجديدة
2-التعريف بالاسباب و المتغيرات الخارجية
3-التعريف بالأسباب و المتغيرات الداخلية
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
1-العالم في المنظومة الرأسمالية العلمانية و الحداثة الجديدة
إن الخريطة الاقتصادية للكرة الأرضية جمعاء قد عرفت اليوم توسعا و تغيرا كبيرين و أصبحت معه النظم القيادية العالمية في المرحلة الراهنة تنهج خططا استراتيجية جديدة تسير بمنهجية أخرى و ديبلوماسية تتسم بالأنانية المفرطة تخدم فقط مصالحها بكل خسة وجبروت،وقبل الغوص في الحيثيات سنقوم بإلقاء نظرة عن البدايات والاسباب لهذا التحول الكبير في النظام العالمي ككل،فكما نعلم جميعا أن العالم اليوم قد شهد اتساعا كبيرا في ميدان التواصل العالمي ضمن حوار الحضارات مما وسع الخارطة الجغرافية لهذا التواصل ونتج عنه تحول سريع و مخيف في كل أبعاده واتجاهاته الشيء الذي كان له بالضرورة أثر كبير على تياراته السياسية و الاقتصادية والاجتماعية بكل أنساقها وفروعها،حيث تظافرت أسباب عدة خلال العقد الأخير في هذا التحول القاري الهائل،و مما لا شك فيه أن التطور التكنلوجي والطفرة التي شهدتها منظومة العولمة كان لهما الأثر الأكبر في هذه النقلة النوعية الكبيرة حيث تغيرت خريطة العالم كليا و تغيرت بالتالي إيدولوجية الشعوب الفكرية بصفة جذرية و هذه المتغيرات لم تؤثر على المشهد الثقافي أو الاجتماعي فحسب بل على كل أنظمة المجتمعات وتياراتها، فإذا ألقينا نظرة على طبيعة النظام العالمي اليوم نجد أن كل شيء قد تغير و ساير الحداثة الجديدة وشمل التغيير الميادين جميعها من سياسة واقتصاد و صناعة ونظام مجتمع،وللوهلة الأولى في فجر البدايات كنا نرى هذا التغيير شيئا إيجابيا بنظرة ملؤها الاعجاب و الانبهار الشديدين حيث نقل البشرية كافة إلى عالم أفضل مليء بالابتكارات و أسباب الرفاهية المتنوعة لكن سرعان ما خرج لنا بمفاجآت كثيرة جعلتنا نعيد النظر بل وجعلتنا نتخوف بشدة مما سيأتي به الغذ..
و جاء الغذ المنتظر و رأينا المتغيرات الكبرى التي طالت كل المجتمعات و كيف أن هذه الحداثة قد طالت الدول النامية نتيجة طبيعية لامتداد الحداثة الغربية المنبثقة عن أنظمة قيادية عالمية الشيء الذي جعلها تدخل ضمن النظام الرأسمالي لهذه الدول الكبرى،ولكن للأسف كان الأمر كالدخول لعرين الأسد لأن هذه الاخيرة و كدول قيادية متحكمة في الاقتصاد العالمي أدخلت الدول الصغرى في متاهة اقتصادية لا طائل تحتها و يصعب الخروج منها،الشيء الذي فرض عليها نظام التبعية القهرية و الذي لا يخرج منذ زمن عن قاعدة واحدة (قوى تسيطر اقتصاديا و أخرى في المذيلة تابعة لها )..،و التبعية دائما تؤدي الى الكساد و الفقر و ديون لا تنتهي..
و قد كان هذا التحول الكبير نتيجة أولى للتفوق الغربي في مجال التكنلوجيا كسوق متحكمة في التجارة العالمية مما أعطى معسكره الأفضلية في تبوأ مركز الصدارة على عرش الاقتصاد العالمي والعالم اليوم بقاراته الخمس عموما والدول النامية خصوصا أصبح بدوره تحت هذه السيطرة الرهيبة التي خلقت مفارقات كبيرة جدا زادت عن مفارقات العقد السابق بكثير و بلا شك فالاسباب الجوهرية تبدأ من سبب كبير و هو هيمنة الحداثة الغربية التي فرضت على هذه الدول تحكم قوى كبرى أدخلتها في نظام اقتصادي لا يعرف الرحمة أو مايسمى بالمنظومة الرأسمالية العلمانية و التي تختلف كل الاختلاف عن الرأسمالية الحقيقية التي كان ينهجها الغرب قبل وجود الحداثة حيث كان الاقتصاد آنذاك نظام عقلاني بعض الشيء يعطي بعض حرية العمل و التساوي في الفرص وتشجيع الابتكار والانتاج حتى تستفيد الأغلبية لكن الرأسمالية العلمانية الجديدة غيرت أغلبية المفاهيم وخرجت بمباديء جديدة تناسب القوى الكبرى فقط المتحكمة في نظام العولمة ككل بشرعيتها و قوانينها و أيضا بسياساتها..
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
2-التعريف بالاسباب و المتغيرات الخارجية
فللأسف هذه المنظومة الحداثية و النظام الرأسمالي الجديد المتحكم في مصائر الشعوب النامية آليات كبرى كلها تسير وفق مصالح لأنظمة قوى عظمى هي التي تتحكم في شرعية العولمة وتسيرها وفق أهوائها وأيضا تتحكم في سوق التكنلوجيا ككل من صناعة و تجارة و تسويق،وبالتالي فهذه الهيمنة على أنظمة الحداثة من عولمة و تكنلوجيا جعلها تهيمن على مصائر الدول الأضعف و أغلبها نامية من العالم الثالث و تتحكم فيها بطرق شتى،و إذا نظرنا الى القوى الفاعلة في هذه التغيرات سنجد عدة أسباب منها خارجية و أخرى داخلية وغيرها،و قد قسمتها الى أسباب ثلاثة:
1-ثقافيا: و ذلك بالغزو الفكري و الثقافي و هذا موضوع آخر قد كتبت عنه سابقا دراسة منفردة.
2-اقتصاديا:ويدخل في هذه المعادلة الاقتصادية الغير عادلة منظمات تجارية عملاقة غير حكومية و لوبيين أباطرة يستنزفون الدول النامية بلا شفقة و لا رحمة وهؤلاء كلهم ضمن شبكة مصالح كبرى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية و التي تنهج دائما سياسة المقايضة بحيث تفرض على الدول النامية امتيازات تجارية وغيرها مقابل تنازلات كبيرة جدا و تشغِّل لذلك آليات مؤسساتية ضخمة مثل المنظمة العالمية للتجارة الحرة و التي غيرت نهجها فلم تعد تطبق مبدأ توسيع التجارة الدولية للجميع و إزالة العوائق بل أصبحت تضيق و تزيد العوائق على الدول النامية و نجد أيضا كلا من البنك العالمي و صندوق النقد الدولي قد وُضِعا كجزء من هذه الآلية و كلنا يعرف الخطة التي كُشفت مؤخرا حول هذا الأخير و عن الطريقة الفظيعة التي تُسير بها القروض و المساعدات منه و الى هذه الدول و التلاعب الذي يحصل بأرقام كبيرة جدا بخصوص هذه التحويلات..
3-تجاريا:فنتيجة التطورالعلمي الذي تحضى به هذه الدول الكبرى واحتكارها لأهم تجارة عالمية أصبح لها هيمنة مطلقة على سوق التكنلوجيا سواء على مستوى الصناعة أو التسويق حيث تفرض منتجاتها على الدول النامية و أحيانا تقايضها بمواردها الحيوية حتى تستنزفها تماما،وشيئا فشيئا تصبح متحكمة في عوامل الضعف والقوة الاقتصادية لهذه الدول..3
-سياسيا:فبعد التحكم الثقافي الذي يسلب للشعب هويته والاخر الاقتصادي الذي يضعف للأمة اقتصادها و يضعها في ميزان العجز يأتي العامل السياسي و ذلك بعقد اتفاقيات شراكة و غيرها، اتفاقيات غير متكافئة بحكم حاجة الدول الصغرى للدعم والديون مما يجعلها تقبل كل التنازلات التي تُفرض عليها ..
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
3-التعريف بالأسباب و المتغيرات الداخلية
و لم يجدنا الغرب لقمة سائغة إلا لأنه توفرت لنا أسباب الضعف فاستغلها بخبث وذكاء،أسباب داخلية ضخّمت من حجم الكارثة،فمثلا نجد في داخل الوطن العربي الواحد تمزق و تشتت كبيرين و غياب التنسيق القوي في المجال الاقتصادي ككل من تسويق و مبادلات و غيرها كما أن الدبلوماسي العربي كثيرا ما يقف عاجزا عن حل المعضلات الإقتصادية ومعالجتها هذا و نضيف إليه تغلب المصلحة الخاصة على العامة مما أفرز لوبيين كبار يقومون بمبادلات تجارية دولية تجلب للبلد خسائرا متتالية و تجلب للاخرين الغنى و الوفير..
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
الخاتمة:
و هذه كلها أشياء بلا شك توسع من حجم فجوة الكساد الاقتصادي و تضخِّم أرقام الديون و القروض،أشياء خلقتها أطماع الغرب التي لا تنتهي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق