الثلاثاء، 18 مايو 2021


 فلسفة الحياة..

بقلم _القيصر_21-04-2021

إن للحياة فلسفة خاصة بها و معاييرها تخالف غالبا معاييرنا،كما أن قوانين الزمان

و الأيام تخضع لقوانين أخرى و نادرا ما توافق قوانيننا ،فعندما نريد مـن الأيام أن

تتمهل نراها تجري بسرعة وعندما نريدها أن تُسرع نراها تبطأ، فهذه فلسفة الحياة

لا نستطيع تغييرها و هكذا شاءت لنا الحياة أن نعيش في نظام متغير يمشي وِفـق

قوانين كونية عظمى و مشيئة تخالف ما نريده أو نتمناه وهي سر من أسرار هذا

العالم الكبير الذي نعيش فيه و لا يستطيع أحد كشف غوامضه ، و لـكن كل هـذه

الأشياء التي نحس أنها لا توافق ما نريده فهي التي تخلق لنا ما يسـمى بالمـعاناة

من قلق وانتظار و ترقب و أشياء كثيرة و هي التي تعطي للحياة معناها الحقيقي،

فبغير انتظار و بغير ألم و بغير معاناة سيختلف مذاق الحياة و لن تبقى جميلة كما

هي ، فتلك القوانين التي تزعجنا بغيرها يقينا سيفقد هذا الوجود جمـاله و تـضيع

للحياة بصمتها التي تضفي عليها رونقا و جمالا..

بقلم القيصر\24-04-2021


 تأثير رمضان على المجتمع بعنوان:

التأثيرات السيكولوجية على الصائم تفرز مجموعة من السلوكيات والظواهر الأنثروبلوجية الاجتماعية تؤدي إلى تغيير البنية السوسيولوجية المجتمعية خلال شهر رمضان بشكل تام.. 

بقلم_القيصر15_05_2021

إن رمضان بلا شك يعد شهرا فارقا جدا في حياة المسلمين كافة لما له من خصوصية ومكانة كبيرتين في نفوسنا و قلوبنا ، فهو يحل علينا ضيفا كريما مرة كل سنة حاملا معه مجموعة من الرموز الدينية و الروحية ضمن جملة من السلوكيات التي تغير كل عاداتنا بشكل جذري و تام كما يرافق هذه السلوكيات بروز عدة ظواهر تقترن بشهر الصيام دون الشهور الأخرى و تجعل له نكهة مميزة جدا..

و في طرحي هذا  فقد آثرت كتابة هذا الموضوع بصيغة جديدة و رؤية علمية تخالف التقليدية الأدبية المحضة حتى لا أكون متكررا لأن الابداع هو التجدد و التجاوز..

فالصوم تجربة نفسية و روحانية و جسدية أيضا يمر بها المسلم خلال شهر رمضان الكريم  تكون لها آثار و انعكاسات كبيرة عليه أشياء كلها تُحدث عليه متغيرات كثيرة تبدأ بالأعراض السيكولولجية التي ترافقها أعراض فيسيولوجية تُأثر على الأفراد داخل المجتمع كل فرد على حدة ثم يصبح هؤلاء الأفراد في حركة مختلفة عن حركاتهم السابقة قبل الصيام الشيء الذي يحدث تغيرا كبيرا في البنية الأنثربولوجية الاجتماعية التي هي نتيجة تفاعلاتهم الجماعلية التي تحدثها حركيتهم 

فنتيجة لما للصوم من تأثيرات سيكولوجية على نفس الصائم تنعكس بشكل كبير على الأفراد سواء من الناحية الفكرية أو النفسية بحيث تتغير سلوكياتهم و تتغير معها ديناميكية المجتمع التي هي أساس البنية الأنثروبلوجية الاجتماعية المؤطرة لعلاقات الافراد بينهم و تخضع بشكل كبير لمعايير التفاعل بينهم و بالتالي فتغير معايير المجتمع في شكله العام تتغير معه عدة أشياء التي تؤسس للبنية التواصلية له و تعتبر معاييرا أساسية للبنية السوسيولوجية المجتمعية ككل خلال هذا الشهر الكريم..


 مساء الخير الحضور الكريم

مداخلتي ستكون كالتالي

قراءة في سيكولوجية الخوف بعنوان:

مخاوفنا هي صيرورة تفاعلات فكرية وجدانية و أخرى خارجية بيئية من جهة وكروموزومات البصمة البيولوجية من جهة أخرى..

بقلم القيصر_

إن الكائن البشري منذ ولادته و هو في تجربة مستمرة مع الحياة في مختلف مراحلها وفي هذه التجربة يتعرض لضغوطات شتى و تحديات كبرى و أحيانا أشياء مفاجئة ومرعبة،و عندما تكون هذه المفاجآت العرضية فوق طاقته الجسدية و النفسية على حد سواء يحدث له ما يسمى بالخوف و هي حالة نفسية تطرأ على الشخص تتعطل فيها كل حواسه الفكرية على مستوى الدماغ و حواسه الدفاعية على مستوى الجسد و تفقده التركيز و أخذ القرار بصفة نهائية و ترميه في حالة من الذهول و الرعب أحيانا قد يصبح فيها بلا حول ولا قوة كطفل صغير..

فالخوف عرّفه العلم عموما بأنه يحدث على مستوى اللوزة الدماغيّة بمنطقة الدماغ عندما يتعرض الشخص لعارض فوق طاقته حيث تقوم الغدة النخاميّة بإفراز هرمون يقوم بالتأثير على الغدّة الكظرية فتقوم بدورها بإفراز هرمونين و هما (الأدرنالين و النورادرينالين)اللذان يحفزان الجهاز العصبي لكي يستجيل لهذا العارض المفاجئ حتى يجد له مخرجا سواء بالمواجهة أو بالهروب..

فانفعالاتنا هي صيرورة لمجموعة من التفاعلات حولنا تساهم فيها دواخلنا من أفكار وأحاسيس وجدانية من جهة و بيئتنا المحيطة بنا من جهة أخرى و هناك علماء باحثون أضافوا سببا ثالثا و يتمثل في العامل الوراثي البيولوجي الذي يرثه انسان ما من والديه يتحول الى شيء محسوس و يتبلور مع السببين الاولين أيضا..

و بالعودة الى الخوف و كتعريف بآثاره على الشخص فهو يظهر في عدة أشكال كالتوتر و الذهول و توقف الفكر و أيضا الشلل المؤقت و في حالات اخرى عندما يكون الخوف نتيجة لشيء مرعب جدا فإنه يرفع ضربات القلب بسرعة كبيرة مما يحدث وفاة سريعة ، و الخوف عندما يطول وقته بشخص ما فهو يقل تأثيره شيئا ما لكنه يحدث قلقا كبيرا وفقدانا في الشهية و خللا في وظائف الجسم..

هذه المقالة لم تتم لضيق الوقت..سأكملها لاحقا

تحياتي لكم


الثلاثاء، 13 أبريل 2021




الانغلاق الفكري لدى الغرب أدى
 إلى تطرف أصبح ذو صبغة مؤسساتية..
بقلم القيصر_

إن ظاهرة الانغلاق الفكري ظاهرة لا يخلو منها أي شعب من الشعوب كـما هـو الشأن
بالنسبة للغرب، لأن التطرف الناتج عن الانغلاق هو سمة غالبة لدى المواطن الغربي
وعندنا الدلائل بالارقام في ميديا الاخبارالغربية الغير معلنة رسميا والتي تخفيها آليات
إعلامهم المزيفة ، فهناك تحدث تصرفات لا اخلاقية بل وحشية لا علاقة لها بالضمـير
الانساني والقيم النبيلة،فالتطرف الغربي بلغ مبلغه حتى انه اتخذ طابعا مؤسسيا و هـذا
هو الخطير في الأمر،فعندما تتبنى مؤسسات رسمية هذا التطرف يصبح الوضع مأساويا
جدا ، فأصبحنا نرى شخصيات قيادية أوروبية و أخرى شهيرة أمريكية تسيء للاسلام
و رموزه علنا بمنتى الوقاحة و بشكل تجاوز كل الأعـراف أشياء ساعـدت على انتشار
هذه الآفة بشكل كبير اتجاه كل ما يرمز للإسلام مما نتج عنه تطبع الفكر الغربي بنمطية
فكرية و عقائدية أفرزت عددا من الظواهر مثل العنصرية العرقية والدينية اللتان نراهما
بشدة في الإسلاموفوبيا، و كل مضاعفات ينتج عنها مضاعفات أخرى خطيرة و هـذا بلا
شك رأيناه فيما حصل في فرنسا والكلب ماكرون وما فعله..، فعلى مر التاريخ لم نـرى
شخصا مسلما يمثل جهة حزبـية أو في منصب قيادي أو أحد من الشخصـيات الكبرى
و الرؤساء العرب يسيء للمسيح..
القيصر_

الأربعاء، 3 مارس 2021


 دراسة في المثقف و الأديب في كوكب الفيسبوك بعنوان:

لماذا أصبحت قيمة المثقف في شهادة فخرية فقط دون خلفية فكرية و نِتاج معرفي علما أن قيمة الشخص الادبية والعلمية ليست بلقب أكاديمي أو شهادة فخرية عليا بل برصيده الفكري الثقافي.. 

بقلم القيصر_بتاريخ 12-01-021


لقد اخترت مسمى (كوكب الفيسبوك) لانه عندما نفتح شاشتنا الزرقاء ننتقل الى عالم اخر أشبه بكوكب ثان خلاف كوكب الواقع الذي نعيش فيه..


وبانتقالي الى موضوع الدراسة فقد لوحظ بشدة نمو ظاهرة السجالات الشعرية و المسابقات الثقافية بشكل كبير بحيث أضحت حديث الفيسبوك فبعضٌ منها هادف و راقي وما أكثر الهراء في الباقي..


 فالمسابقات منذ فترة قد أحدثت ثورة كبرى في مجتمع الفيسبوك و بات الكثيرون يبحثون عنها كما يبحث الضامئون عن الماء دون اختيارهم لموضوع الفقرة و مدى أهميتها كشيء يعود عليهم بالعائد المعرفي والنفع المثمر،فأغلب السجالات هراء في هراء و ليست لأغلبية القراء بل لفئة هشة من الأدباء فقط،أدباء معرفتهم بالضاد ضعيفة جدا ناهيك عن الذين لاعلاقة لهم بالفصيح و أيضا مداركهم الفكرية قليلة إن لم نقل منعدمة وهذه كلها أسباب تعطينا أدباء ليسوا كالأدباء أدباء مع الجاهل سواء بسواء والأدب ضاع في أيديهم و أصبح هباء..


 أنا لا أقلل من شأنهم لكن تفاهة الكثيرين منهم و تسابقهم على الاوسمة بشكل يدهشني شيء أثار حفيظتي بشدة فهم يضيعون وقتا ثمينا في سجالات دون أن يحاولوا الارتقاء في اختيار مواضيع الفقرات من جهة وتصحيح أخطائهم أو تنمية مداركهم و إغناء رصيدهم الفكر و اللغوي من جهة أخرى و هم للاسف لا يعلمون أن قيمة الشخص الادبية و العلمية ليست بلقب أكاديمي أو شهادة فخرية عليا بل هي برصيده الفكري الثقافي و نِتاجه المعرفي و دوره في إحداث ثأثير بالساحة الفكرية و المشهد الثقافي ككل و ترك بصمة مميزة و أيضا عطاء من صميم قريحته يُثري به الفكر والعلم للأجيال القادمة..


و شيء اخر فكثير من السجالات يكون موضوع الفقرة إما موضوعا متكررا وتافها جدا أو شيء مثلا رومانسي و فيه مس صريح بالمقدسات و رموزنا العقائدية و تجد المساجلين كُثُرا للأسف الشديد و يلتفون حوله كما يلتف الذباب على القمامة،اسف على التعبير و لكن من يجعل المقدسات موضوعا لتفاهاته الرمانسية فهو أحقر عندي من الذباب، فلا صاحب الفقرة خاف ربه و لا قطيع الشعراء أيضا خاف ربه لانهم للاسف اكثر الشعراء أقول اكثرهم وليس كلهم أشبه بقطيع غنم بلا وازع ديني و لا مرجعية أخلاقية أو ضمير انساني.. 






 دراسة و رؤية فلسفية في تطور الفكر الانساني عبر العصور وبناء الحضارات بعنوان:

 الفكر البشري والهاجس الوجودي عاملان مهمان لتحريرالابداع والعطاء بداخل الذات الانسانية ودورهما المباشر في بلورة المنظومة الحضارية وتأسيس ثقافات الاوطان..

بقلم يوسف القيصر_بتاريخ27-01-2021

× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×× 


إن المباحث الفلسفية الثلاث عن تطور الفكر البشري والعلوم الانسانية تلخص لنا صيرورة الذات الانسانية عبر التاريخ الانساني الطويل لإنشاء منظومة الحضارات، ففي البدء سأذكر هذه الرؤية الفلسفية باختصار لما لها من صلة وطيدة بدراستنا فمباحث الفلسفة الثلاث هي الأسس الكبرى التي مر بها الانسان بدءا من مرحلة وجوده الاولى و مرورا إلى مراحل إثبات ذاته سعيا وراء الفضيلة والكمال وإنشاء حضارة عمادها الفكر والعلم و روحها القيم والاخلاق حيث لخصت لنا هذه المباحث وجودية الذات الانسانية و صيرورة ما آلت إليه عبر عصور التطور و حقب الفكر البشري و كلها أسباب انصهرت في بوثقة الزمن السرمدي لتعطينا مزيجا انسانيا ثقافيا و حضاريا متكاملا ورائعا فالمبحث الاول الانطولوجيا (البحث في الوجود) الذي يعد مرادفا للميتافيزيقا تحدث عن وجودية الانسان و ما رافقه من حيثيات متنوعة و متشابكة حيث المعرفة العقلية هي السبيل الاوحد لمعرفة الوجود، والمبحث الثاني الابستيـمولوجيا(نظرية المعرفة أو فلسفة العلوم) تحدَّث عن الجانب المعرفي الذي فتح للبشرية دهاليز الثقافات و علوم التنوير والمبحث الثالث - الاكسولوجيا ( القيم )تحدث عن القيم الانسانية التي لا تسمو أي حضارة إلا بها،فمما لا شك فيه أن مقومات أي حضارة لا تخرج عن هذه الأسس الثلاث حتى يستقيم بنيانها  إضافة إلى الدين و العقيدة الصحيحة..


فهذه الرؤية الفلسفية المختصرة تعبر بشكل كبير عن رحلة الانسان العظمى عبر مساره التاريخي الطويل وهي مراحل أسست للكيان البشري منظومة حضارية متماسكة ومتكاملة.. فهومنذ الأزل عاش في بحث دائم عن المعرفة وعن لغز الحياة وأيضا كان يفكر ويتفاعل مع كل ما يحيط به لكي يثبت ذاته ويحقق وجوده ، فكان الهاجس الوجودي محركا له و دافعا قويا في التفاعل الايجابي وإثبات كينونته ،و كان العقل يقوده و الفكر يلهمه و التجارب تعلمه فأسس لذلك دراسات وعلوم و أوجد الفلك لفهم الكون والرياضيات لحساب المعادلات كما تعاطى للطب لعلاج الأمراض و أوجد أيضا الثقافة للسمو بروحه و منها انبثقت أشياء فكرية كبرى من فلسفة و أدب و فن و موسيقى، فكانت هذه الأسس التي هي نتاج معرفة طويلة انصهرت فيها تجارب عصور من الفكر البشري هي الأساس الأكبر لما عُرِف لاحقا بالعلوم الإنسانية الدعامة الكبرى لكل ثقافة و حضارة ..


ففي رحلة البحث المستمرة لإثبات وجوده التي تفرضها عليه كينونته كان يبحث عن الجمال والكمال فسعى جاهدا لبناء عوالم تزخر بالمثل و الفضيلة الشيء الذي ساعده على تأصيل ذاته و كذلك السمو بجوهره،و كانت رغبته الملحة لاستشراف آفاق مشرقة عاملا مهما جعله يحرر بداخله عنصر العطاء و الابداع و الرقي بثقافته و تنوير فكره فكانت تلك اللبنة الأولى  لبناء حضارة الاوطان..واعتمد أساسا على شيئين مهمين ألا و هما المعارف العلمية والفنون الجمالية فهما عنصران لا تخلو منهما حضارة أبدا فالعلم هو الذي يرتقي بالأمم الى حياة أفضل و رفاهية عيش من اختراعات و ابتكارات و طب و صناعة و غيرهما،و الفن هو الذي يرتقي بالشعوب فكريا و جماليا و روحيا..


واشتركت هذه الآليات الكبرى في النشأة الحضارية العملاقة فكان العامل الفني حاضرا بقوة و تجسَّد في الفن المعماري فتأسست الصروح و الجامعات وشُيِّدت بجوارها المرافق والمستشفيات كما كان العلم حاضرا أيضا وبه أصبحت هذه المرافق تُدار بكفاءات علمية والمستشفيات يشرف عليها أطباء ودكاترة و الجامعات يدرس فيها الاستاذ والأكاديمي،كما أن العامل الفني لم يقتصر دوره على المعمار فحسب بل عم أشياء كثيرة لا غنى للبشرية عنها فتمخض عنه الأدب والشعر وهما شيئان أساسيان لتغذية فكر و روح الانسان كما نتج عنه الرسم و الموسيقى اللذان زادا العالم عذوبة و جمالا ..


و تتعاقب الأجيال وسفينة الحضارة يمشي بها الزمن حثيثا نحو غذ زاخر بالإنجازات المهمة وكثير من العطاء والازدهار وشيئا فشيئا بدأت تتضح المعالم تدريجيا و كل عصر كان الانسان يبدع فيه بإنجازات قيمة في شتى المجالات فازدهرت أزمنة بالعلوم والمعرفة و تلتها أعصر توالت فيها الاكتشافات القارية فتحت للعالم آفاقا كبرى وربطت القارات الخمس ببعضها البعض بجسر التواصل التجاري و الثقافي وبعدها ظهر الى الوجود ما يسمى اليوم بحضارة الأوطان الحديثة والتي تميزت كثيرا بالاختراعات و الابتكارات المتطورة مما رافقه من اكتشافات كونية عظمى عرفنا بها قدرة الخالق عز و جل و كذلك حطم الانسان الغموض الذي كان يكتنف الفضاء البعيد فسافر إليه و اكتشف أسراره و كل هذا نتاج علوم شتى جاءت من عطاء الفكر البشري و الروح الانسانية معا ..


بقلم المفكر الباحث يوسف القيصر_حررت بتاريخ27-01-2021و وثقت بتاريخ ----برابطة القيصر للمبدعين العرب للنشر و التوثيق 27-02-2021


 دراسة بحثية أكاديمية معمقة في العلاقة الأزلية بين اللغة و الفكر بعنوان:

بنية النص اللغوي من نتاج سلطة فكر وسلطة لغة وعامل أساسي في المنظومة الحوارية التي هي من أهم أساسيات اندماج الذات الانسانية داخل النطاق المجتمعي الحضاري،فهل اللغة ترجمة للفكر الانساني فقط أم أن سلطةٌ تُخضع سلطةً لإشتراطاتها و قوانينها؟..

بقلم يوسف القيصر_بتاريخ؛05-11-2020

أقسام الدراسة:

القسم الأول:تعريف اللغة و الفكر من عدة جوانب علمية و معرفية و العلاقة بينهما

القسم الثاني:التعريف بأسس اللغة

القسم الثالث:إشكالية هل الفكر مستقل عن اللغة أو كونهما وجهان لعملة واحدة

القسم الرابع:اللغة بصمة الشعوب التي تحافظ على هويتها من الاندثار

القسم الخامس:رؤية فلسفية لعلاقة اللغة و الفكر

القسم السادس:أشكال اللغة و وظائفها

القسم السابع:قراءة في اللغة كجوهر نص حوار اجتماعي واقتصادي وسياسي في التواصل بين الحضارات

القسم الثامن:هل اللغة تسبق الفكر أم الفكر يسبق اللغة؟

القسم التاسع:توضيح للإشكالية: هل اللغة ترجمة للفكر الانساني فقط أم أن سلطةٌ تُخضع سلطةً لإشتراطاتها و قوانينها؟..

مراجع الدراسة:


× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

القسم الأول_تعريف اللغة و الفكر من عدة جوانب علمية و معرفية و العلاقة بينهما:

إن هذه الاشكالية العميقة في أبعادها المتنوعة في حيثياتها قد جذبت انتباه الكثير من العلماء و الباحثين منذ فجر التاريخ حيث تنوعت مدارسها و تعددت نظرياتها و في هذه الدراسة بخلاف النقط الاساسية موضوع البحث سأتناول أيضا حيثياث أخرى أساسية حتى نستفيض في بحثنا استفاضة تضيء لنا الكثير من الجوانب و تغطي لنا معظم الزوايا،و سأبدأ بتوضيحٍ للعلاقة بين اللغة و الفكر و هي بلا شك علاقة أزلية قديمة قِدم التاريخ وأيضا هي توأمة نشأت قبل وجود الحضارات منذ تعلم الانسان النطق و الكلام،فالوحدتان معا الاولى كسلطة فكر و الأخرى كسلطة لغة يمثلان وحدة عضوية كاملة لا تكتمل إلا بهما معا،فالفكر يعتبر جوهر الوجود الانساني   وقد عُرِّف بأنه عملية عقلية معقدة ونشاط ذهني يقوم على التحليل و التفسير ويستعمل لذلك أدوات مثل المعاني والرؤى والرموز الصورية وقد وصفه محمود اليعقوبي في معجم الفلسفة (بأنه جملة التصورات و المُدركات العقلية)،في حين أن اللغة تبقى أولا خاصية منفردة و سامية اختُص بها البشر دون الحيوان حيث قال _غسدروف_ بهذا الشأن(أن اللغة هي الرمز و المعبر الذي يدخل الطفل إلى العالم الإنساني)..

فهي نظام من الرموز الوضعية الاصطلاحية التي أبدعها البشر للتحاور و التواصل ينقلها الصوت عبر الأثير من فم المتكلم الى أذن المتلقي حاملة أفكار و رسائل إلى فكر هذا الأخير بما في ذلك من رؤى مختلفة متشعبة الصور و الدلالات، فهي مثل الوعاء الذي يصب فيه الفكر وترجمان له و نسوق هنا قول الفيلسوف هاملتون صاحب العبارة الشهيرة(الألفاظ حصون المعاني)و يقصد هنا باللفظ اللغة و بالمعنى الفكر كما قال نظيره _سيروس_(بأن الفكر لا ينفصل عن اللغة) ونفس الشيء أخبرنا به نظيرهم الفيلسوف الفرنسي _لافال_ لكن بصيغة لفظية مختلفة حيث قال( ليست اللغة كما يعتقد البعض ثوب الفكرة فحسب ولكن هي جسمها الحقيقي) ،-----------فهي أيضا السبيل الأوحد للحوار بين الأفراد والشعوب و بدونها كان الفكر الانساني لا زال حبيسا داخل العقول أو بالأحرى تلاشى و اندثر..

إذن فمما لا شك فيه أن عاملا الفكر و اللغة جوهريان في هذه المعادلة تربطهما أولا علاقة تأثير حيث قال دولاكروا(إن الفكر يصنع اللغة وهي تصنعه) و تربطهما ثانيا علاقة توأمة و لا سبيل لفصلهما و نسوق قول _دوسوسير_ بهذا الشأن حيث أخبرنا بأنه (يمكن تشبيه العلاقة بين اللغة والفكر كورقة يكون الفكر وجهها واللفظ ظهرها بحيث لايمكن فصل أحدهما عن الآخر)،

× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

القسم الثاني:التعريف بأسس اللغة

لقد صنف الباحثون اللغة على أنها كيان كامل و نشاط لغوي لدى الانسان بخلاف الحيوان يحتوي على كل وسائل التواصل من لغة أو إشارة أو انفعال سواء كان بالكلام أو الكتابة

× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×


القسم الثالث_إشكالية الفكر مستقل عن اللغة أو كونهما وجهان لعملة واحدة:

لقد حدث جدل بين كثير من الفلاسفة و علماء اللسانيات بخصوص هاتين السلطتين فهناك من تبنى نظرية(الاتجاه الثنائي) و الذي يقول ان الفكر مستقل عن اللغة و استدلوا بذلك على أن أن الانسان يستطيع التفكير دون أن يتكلم كما أن فكره يكون سابق لكلامه و غني بالمعاني و الصور إلا أن هذه النظرية ضعيفة و فيها الكثير من الخلل لأنه من كما سبق القول بأن الفكر من غير لغة سيبقى حبيس الدماغ و كل منهما يكمل الاخر أو كما قيل كل منها يصنع الآخر..

و هناك من تبنى نظرية أخرى تسمى ب(الاتجاه الواحدي) و هي نظرية مخالفة تماما لنظرية(الاتجاه الثنائي)و هي تتأسس على أنه يستحيل الفصل بينهما و متصلان بحيث لا وجود لفكر دون لغة و لا للغة دون فكر و نسوق قول الفيلسوف الفرنسي ميرلوبونتي الذي قال بهذا الصدد ما معناه: (الفكرة تؤخذ من العبارة و العبارة ما هي إلا الوجود الخارجي للفكرة)


× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

القسم الرابع_اللغة بصمة الشعوب التي تحافظ على هويتها من الاندثار:

و مما لا شك فيك فاللغة إرث الشعوب بها أسست هويتها و نشرت ثقافتها و زادت معارفها ،ومنذ القديم تنبه أولي الألباب لما للغة من قيمة جوهرية في الكيان المجتمي للأمة فسعوا إلى الحفاظ عليها،فمنذ بداية العصر الاسلامي تنبه السلف لأهمية التمسك باللغة الأم لأنهم عرفوا  أنها ليست سلطة للكلام فقط بل لها دور في التأثير على الفكر وبالتالي على الأخلاق شيء يؤدي غالبا إلى الميوعة و نقصان في المروءة حيث قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بهذا الصدد:(ما تكلم الرجل الفارسية إلا خَبَّ، ولا خَبَّ إلا نقصت مروءته)  كما أن الانسلاخ عنها و التشدق بلغة أخرى من غير لزوم شيء يعد من النفاق الاجتماعي ونسوق هناما حصل في عهد الصحابة الكرام حين سمع سعد بن أبي وقاص قوما من العرب يتكلمون بالفارسية فخاطبهم بقوله : (ما بال المجوسية بعد الحنيفية؟) ، و قال الفاروق أيضا في حديث يُـرَجح أنه قائله: (من كان يحسن أن يتكلم العربية فلا يتكلم بالفارسية فإنه يورث النفاق)..

و في العصر الحديث تنبه الغرب أيضا لأهمية اللغة في الحفاظ على بصمة الأمة فقام الفرنسيون 


و أكتفي بهذه الشواهد و التي 

× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

القسم الخامس_رؤية فلسفية لعلاقة اللغة و الفكر:


× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

القسم السادس_أشكال اللغة و وظائفها:

فبنية النص الحواري الذي يعتمد أساسا على اللغة وهي تعتمد بدورها على أسس هامة حتى تكون ترجمة الفكر ترجمة صحيحة ولها دلالات مفهومة ولعل أهمها في كل لغات العالم النحو والاعراب شيئان يعطيان للنص اللغوي معنى صحيحا و منطقيا يسهل على المتلقي فهمه و الاستجابة لحوار الاخر..فالنص المكون منها يتخذ رموزا مختلفة من أنماط أسلوبية وبلاغية وأيضا استدلالية حتى يكون لنا بنية النص الحواري في التواصل الاجتماعي ،و هنا تتخذ اللغة وظائفا عدة أولها:

الوظيفة النفعية:سميت بالنفعية لأنها تنفع الانسان في التعبير عن احتياجاته و التعبير عن مشاعره و أحاسيسه و غيرها ..

و الوظيفة الشخصية:كوسيلة يعبر بها الشخص عن ذاته و يعرف الاخر بشخصيته..

الوظيفة التفاعلية:اكتسبت اسمها من التفاعل الذي تتيحه اللغة للشخص في التفاعل مه محيطه الاجتماعي..

و الوظيفة الإخبارية:وهي أي اللغة كوسيلة لنقل الاخبار بين الناس كشي أساسي في كل بنية مجتمعية

و تبقى الوظائف كلها رغم اختلاف مسمياتها لها نفس الوظيفة ألا وهىالتواصل المجتمعي

× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

القسم السابع_اللغة هي جوهر نص حوار اجتماعي واقتصادي وسياسي في التواصل بين الحضارات:

فاللغة هي الوسيلة للتواصل بين الذات الانسانية و العالم الخارجي بدونها يبقى الانسان في شبه عزلة عاجز عن التعبير عن حاجياته الاجتماعية و نقتبس هنا قول الجرجاني بهذا الصدد حيث قال(إن اللغة هي مايعبر به كل قوم عن أغراضهم) وكما قال أحد المفكرين أيضا(هي الطريق لإحياء الشعوب وبوابة الأمم للحياة والتغيير والتطور) ولأن الحوار والتخاطب بين شخصين يتعذر بشكل قطعي عندما تختلف لغتهم و على النقيض يسهل بشكل كبير عندما يجدون لغة واحدة مشتركة فقد حازت سلطة كبرى وأصبح لها وجود اجتماعي وهي التي تحقق وجودية الذات الانسانية والعامل الأول للتواصل داخل المجتمعات وبغيرها يتعذر التواصل إطلاقا.. فهي جسر يربط بين الاجيال وماضي الشعوب بحاضرها وتحفظ تراثها حيث يقول _لافيل_ بهذا الصدد(اللغة هي ذاكرة إنسانية تحفظ للانسانية سائر مكتسباتها) و هي كذلك عامل مهم لتأسيس وحدة الهوية بما في ذلك الشعور بالانتماء..

فالعبارات اللغوية التي تكوِّن مختلف اللغات و تقوم بترجمة خواطر العقل هي بلا شك كانت أول سبل الحوار بين الاشخاص و بين المجتمعات باعتبارها أهم لبنة في كل حوار و عامل جوهري لتبادل الفكر الانساني حتى يطور من ذاته و يسهم في تأسيس ثقافة الحضارات..ففي المجتمعات جميعها و منذ نشوء أي حضارة تبقى اللغة من أهم سبل التواصل للتخاطب الاجتماعي وأيضا لتبادل الأفكار والثقافات و بدونها يتعذر كل شيء،وأنقل لكم هنا رؤى بعض المفكرين حيث يرى الألماني_فيخته_بأن اللغة هي الرابط الأساسي بين أفراد الأمة لأنها الرابط الوحيد بين عالم الافكار و عالم الأجسام حيث قال بهذا الصدد(إن اللغة تلازم الفرد في حياته و تمتزج إلى أعماقه و هي الرابطة الوحيدة الحقيقية بين عالم الاذهان وعالم الاجسام و تجعل الأمة كلا متراصا)،و يرى جورج غوسدروف بأنه بغيرها لا يدمج الشخص في المجتمع و قال بهذا الصدد(إن اللغة هي الشرط الضروري و الكافي للدخول في الحظيرة الانسانية)..

فهي في وظيفتها تتخذ شكل نص حواري الذي يتخذ أنساقا عدة منها الاجتماعي و السياسي و الديني..

 × × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

القسم الثامن_هل اللغة تسبق الفكر أم الفكر يسبق اللغة؟

 إنه لمن البديهي عندما نفكر في الأمر سنجد أن الفكر يسبق اللغة بحيث أننا نفكر دائما قبل أن نتكلم كما أنه عدة من الفلاسفة قالوا نفس الشيء و بأن الفكر يسبق الكلمة لكن كثير من الدراسات العلمية أثبثت شيئا آخر و أن اللغة لا تسبق الفكر والفكر بدوره لا يسبق اللغة و تأثيرهما على بعض متساو و يتم في نفس الوقت في حين أن باحثين آخرين خرجوا بنظرية ثالثة و قالوا بأن الفكر مستقل عن اللغة واستدلوا بذلك بحالات الصم البكم أي أن الفكر لا يخضع لاشتراطات اللغة و قوانينها بل هو مستقل عنها بمعنى أن الفكر يستطيع العمل بلا لغة، نعم فهذا وارد في حالات و صعب في أخرى نجد العكس و أنه في حالة الاصابات الذماغية يحدث خلل وعجز في آلية النطق الشي الذي ينفي نظرية استقلال الفكر عن اللغة و كذلك عند التأمل و التدبر و التفكر يعمل الفكر لوحده بلا لغة لكن عند القيام بعمليات حسابية و هو عمل فكري يلزمنا حتما كتابة الأرقام التي هي رموز لغوية.. 

× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

القسم التاسع_توضيح للإشكالية: هل اللغة ترجمة للفكر الانساني فقط أم أن سلطةٌ تُخضع سلطةً لإشتراطاتها و قوانينها؟..

إن هذه الاشكالية طرحت جدلا طويلا وعميقا و من عدة زوايا فعندما نتمعن في الأمر سنجد أننا غالبا تراودنا أفكار شتى لكن نعجز عن التعبير بها لفظيا فنقول مثلا(خانني التعبير)أو(لا أجد وصفا لهذا الشيء)و كلها أشياء تبين لنا أن فكرنا غني بكم هائل من المعاني بحيث لا تستطيع اللغة أن تسايره فالفكر بنية خصبة عكس اللغة التي تبقى محدودة الألفاظ كما قال_ برغسون_( اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر) و قال أيضا الفرنسي فاليري(أجمل الأفكار تلك التي لا نستطيع التعبير عنها) و يرى براغسون أيضا وهو من أنصار النزعة الحدسية بأن اللغة لا تستوعب الفكر بقدر ما تشوهه و استدل بذلك على أن الفكر أكثر اتساعا من اللغة و سابق عنها في الوجود،بحيث تكون الافكار متواجدة باستمرار في حين يخوننا الكلام كما ان الفكر أقوى من اللغة لاتصال معانيه و ترابطها في حين تبقى اللغة منفصلة و في كثير من الأحيان تعجز عن استقبال المعاني التي يرسلها الفكر إليها و التوفيق في كتابتها،كما ان البحوث خرجت بأن اللغة تبقى جامدة و الفكر هو الذي يطورها أي أنها تخضع لاشتراطاته و لا تُخضعه لاشتراطاتها..

و إذا كان الفكر له السلطة الكبرى في التأثير على اللغة ،فهناك أيضا تأثير للغة على الفكر في بعض الحالات و هذا شيء رأيته شخصيا فعدد من الأشخاص حولي رأيتهم يفضلون اللغة الأجنبية على اللغة العربية في أغلب محادثاتهم و بلا داع أشياء رأيتها تؤثر على أخلاقهم أكثر و أصبحوا يميلون الى تصرفات شبه نسائية فيها تديث و قلة مروءة و صدق الفاروق حقا حينما قال قولته الشهيرة:("ما تكلم الرجل الفارسية إلا خَبَّ، ولا خَبَّ إلا نقصت مروءته)و نقيس على الفارسية هنا أي لغة أجنبية تحل محلها..

لها قواعدها الذاتية

× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

خاتمة:

و أخيرا فاللغة والفكر متلازمان بإجماع أهل اللغة و الفلسفة و أهل العلم ، فاللغة آلية تواصلية قيمة للتعبير و أيضا لتجسيد رؤى الفكر البشري بمختلف الدلائل و الصور والمفاهيم والتي تأسس لبنية الحوار داخل المجتمع،و لا غنى لسلطة عن أخرى فلا الفكر سيخرج للوجود بغير كلام و بغير لغة و سيضل حبيسا في الدماغ و لا اللغة ستتمكن من التطور بغير فكر، فعلاقتهما علاقة وطيدة وعميقة جدا ويقينا يبقى هذا الأخير أكثر مرونة و اتساعا من اللغة و له السلطة الكبرى..

مع تحيات المفكر و الباحث يوسف القيصر_بتاريخ














 





  فلسفة الحياة.. بقلم _القيصر_21-04-2021 إن للحياة فلسفة خاصة بها و معاييرها تخالف غالبا معاييرنا،كما أن قوانين الزمان و الأيام تخضع لقوانين...