الخميس، 3 ديسمبر 2020



دراسة في ثقافة اللون الأزرق :تكنلوجيا الشاشة الزرقاء و أبعادها بعنوان:

التكنلوجيا و كيف هدّمت بنية المنظومة المجتمعية للعالم العربي و غيرت إيدولوجية المجتمعات بشكل جذري..

بقلم يوسف القيصر_28-11-2020

إن ثقافة اللون الأزرق أو ثقافة التكنلوجيا والتي استمدت اسمها من الشاشة الزرقاء و منذ أمد و هي تغير في نمط حياتنا بشكل سريع و خطير حاملة لنا كل ما تنتجه التكنلوجيا من عجائب و غرائب سهلت لنا أيضا حياتنا و أضافت لها كل أسباب المتعة و الرفاهية، فهذه الأخيرة عندما دخلت حياتنا أول مرة و سأعود بحضراتكم بالزمن قبلها بعقود و أقصد هنا الاختراعات آنذاك فعندما اختُرِع الهاتف و تلاه التلفاز على أساس أنهم أهم اختراعات النصف الاول من القرن الماضي،فقد سهَّل الهاتف سُبل الاتصال بشكل سريع و رائع و التلفاز أيضا فتح للشخص نافذة مفيدة للاستمتاع و التسلية و لرؤية ثقافات و فنون العالم من حوله صوتا و صورة دون التنقل من مكانه، و تتوالى الاختراعات تِباعا والحياة تزداد رفاهية و متعة و دخلنا بخطى حثيثة عصر التكنلوجيا التي بدأت باختراع العالم للألياف الضوئية التي تنقل عبرها سحر الانترنت حيث استعمل اول مرة في المجالات العسكرية و في الجامعات الامريكية و سرعان ما انتشر في العالم بأسره..


لقد غيرت التكنلوجيا منذ بداياتها نمط الحياة و أسلوب العيش بشكل سحري و تطورت تدريجيا و كلما ازداد تطورها ازداد سحرها وازداد بالموازات خطرها الرهيب ونحن عنها غافلون و قد انبهرنا فقط بجمالها و فوائدها دون النظر الى نتائجها التدميرية التي طالت كل الشرائح العمرية و كل المجتمعات فنبدأ أولا بشيء مهم و أرجع بكم بالزمن للوراء مرة ثانية و نتذكر كم كانت الحياة جميلة و بسيطة لم نكن نحتاج لهواتف نقالة فالهاتف الثابث يكفي عائلة بأكملها و لم نكن نحتاج للحائط الازرق لان التلفاز و الراديو كانا يوفران لنا أسباب التسلية والمتعة الكاملتين، لقد فقدنا شيئا مهما ألا و هو راحة البال و لم نعد نستمتع بجمال الحياة من حولنا لأن جل وقتنا و نحن غاطسون في شاشاتنا و أصبحت تلك الشاشة الزرقاء كل عالمنا و نحن أسرى داخلها مسلوبي الحول و القوة..

إن الشاشات الزرقاء قد أثَّرت على المجتمعات العربية والاسلامية ككل بشكل كبير و أدخلت الجميع في متاهات من الضياع اللامتناهي و بؤرة عميقة من الانحلال و الفساد فعلى مستوى الناشئة فإن هذه الهواتف بما تحويه من العاب و تسلية و الاستعمال اللاعقلاني لها  المرتبط بالافراط و الذي يتحول لإدمان قد أبعدت أطفالنا و اليافعين عن الكتب بشكل تام كما أن بعضها خطير جدا عليهم بما يحتويه من أشياء مدمرة كالالعاب العقائدية أو أخرى جنسية فتبدأ في نهش مخ الطفل خصوصا و هو بمعزل عن أي مراقبة من ولي أمره  و أيضا قد أثرت في فئة منهم نفسيا فأًصيبوا بالتوحد و العزلة الشيء الذي له أثره الحاد و الذي بلا شك سيعطينا أجيالا فاشلة جدا ثقافتها هزيلة و مداركها ضعيفة..

و شيء اخر فتوفر الهواتف لهذه الشريحة الهشة واغلبها مراهقين قد أتاح لانتشار الصداقات بين الذكر و الانثى و الهاتف هو المرسال بينهم فانحلّت الاخلاق أكثر و كثرت المواعدات دون ان يعلم الاباء شيئا في حين لو نظرنا الى الماضي لم يكن التواصل متاحا بين المراهقين هاتفيا للرقابة الشديدة التي يفرضها الاباء على ابنائهم و على الهواتف الثابثة ايضا..

و بالنظر للشريحة الأكبر سنا سنجد كم ساهمت في نشر العزلة بين الكبار أيضا و جعلت أشياء رهيبة متاحة لهم بشكل يسير ففي العقد الأخير انتشرت الافلام الاباحية كثيرا 

و اصبحت كل الفئات العمرية مدمنة عليها و سَهُل تحميلها و الاتجار بها حتى مع المتزوجين الشيء الذي خلق مشاكلا عويصة بين الأزواج ناهيك عن مساوئها الاخلاقية و الدينية..

و أيضا من جانب اخر أصبحنا نرى كم أثّرت على خصوصياتنا فلم يعد أحد يرتاح لحظة حتى يرن عليه صديق أو طارىء ،و أشياء أخرى لا حصر لها و سأكتفي بهذا القدر مع تحيات سفير السلام الشاعر و المفكر بنوغازي يوسف القيصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  فلسفة الحياة.. بقلم _القيصر_21-04-2021 إن للحياة فلسفة خاصة بها و معاييرها تخالف غالبا معاييرنا،كما أن قوانين الزمان و الأيام تخضع لقوانين...