الخميس، 21 يناير 2021


 الدراسات السوسيولوجية للمجتمعات و أثرها في تحديد الخلل و الاعطاب في المنظومة المجتمعية للأوطان..

بقلم\بلغازي يوسف القيصر<بتاريخ 13-12-2020


إن تنظيم السلوكيات في المجتمعات بشكل صحيح وبطرق ممنهجة تكون نتيجته ايجابية جدا على الفرد و بالتالي على المجتمع و كل بنية مجتمعية لا تنظبط الا بانظباط افراده والتواصل بينهم برقي و حضارة حتى يتكون هيكل مجتمعي مترابط و فعال خال من الهشاشة والشوائب و يتعاون فيه الافراد بينهم بإيجابية وعطاء حتى يحققون أشياء تسير بالتنمية قُدما نحو الامام مؤسسيبن بذلك مجتمعات أساسها بنية قوية تتحد ضِـمْنَها أنظمةٌ عِدةٌ من نظام تربوي و اخلاقي و بجانبه نظام ديني وأيضا نظام قضائي وسياسي لتنظيم القوانين وتطلعات الوطن ولا ننسى النظام الاقتصادي الذي هو القوة التي تتيح للمجتمع ثم الوطن العيش بصمود بين المجتمعات الاخرى..


فالدراسات السوسيولجية لكل مجتمع والبحث في كل التفاصيل التي تجتمع وتصنع له كيانا و استقراؤها من قِبل الخبراء من علماء نفس و علماء اجتماع و آخرين يعطي نتائجا مهمة عن اسباب الاعطاب المجتمعية و الثغرات الكبيرة في كيانه و يعرفون الخلل في هشاشة منظومة مجتمعية ما..


و بانتقالي الى الشق الثاني من مقالتي و كتعريف مختصر للمنظومة بشكل عام فهي كل كيان متماسك تتواجد ضِمنه العديد من المكونات و العناصر و التي تتحد و تتترابط فيما بينها وتنصهر كلها في هدف واحد يخدم الكيان كله ولتحقيق هدف أو أكثر..و المنظومة المجتمعية في وطن ما  هي المنظومة الأم و تنبثق منها منظومات فرعية أساسية كمنظومة التعليم و منظومة الصحة مثلا وهي تختلف من وطن لاخر و كلما كانت قوية و مبنية على أسس و ركائز قوية فإن إيدولوجية المجتمع تُبنى على أرضية سليمة وصحيحة، فهي إن كانت خالية من كثير من السلبيات تصبح  نواة رائعة يتكون منها مجتمع ذو ثقافة قوية فيه أقل من الصدوع و الشوائب..


و عندما تنعدم  الأسس المتينة في المنظومة المجتمعية لمجتمع معين فهذا يقينا يكون له تأثيرات و أبعاد عميقة على جذور كل وطن ،و بالنظر الى العوامل المؤثرة في رُقي كل مجتمع نجدها أسباب و  نتيجة لمجموعة من التفاعلات التي تُحدث فيه تغييرات على بنيته على المدى البعيد ، والابحاث حول سيسولوجية المجتمعات بيَّنت دائما أن البنية السليمة من الشقوق و التصدعات تعطينا مجتمعا قويا في كل بنياته و خلال جميع أطواره خال من المطبات الفكرية و العوائق التي من شأنها أن تجعل سيره بطيئا هذا إن لم ترجعه للوراء و يكون قائما على الديموقراطية وأيضا على السلم والسلام و ينبذ بأي شكل كل أنواع العنصرية والعرقية و أيضا يكون التواصل بين الأفراد بنوع من التحضر الفعلي المبني على ثقافة الدين الصحيح و  التسامح الحقيقي..


إن الدراسة السوسيولوجية التي قام بها الباحثون من علماء النفس و نظرائهم من علماء الاجتماع لكثير من المجتمعات عبر فترة طويلة أعطتهم نظرة عميقة عن أسباب الخلل في اختلاف الوعي من منظومة لاخرى و أيضا كان الخلل نتيجة مباشرة على كيانها الثقافي و الفكري و الاخلاقي الذي أثَّر على تنمية كثير من الاوطان و أصبحت معه إيدولوجية الشعوب إما قوية  أو إما إذا صح التعبير مريضة..


فالمنظومة المجتمعية القوية كانت دائما ترتكز على أسس فكرية حضارية وتسامح ديني و اخلاقي و على النّقيض فالمنظومة الضعيفة لوطن ما تكون إيدولوجية المجتمع فيه هشة جدا تنخرها الامراض من عرقية وعنصرية ورجعية فكرية ..

و في الختام فالعامل الاخلاقي هو أعظم رابط بين كل فروع و أسس المنظومة ككل وعندما نستشهد هنا بالاخلاق فلا شك بأن اخلاق الدين الاسلامي هي الاختيار الصحيح وبالتالي فالمنظومة المجتمعية إن كان أفرادها ملتزمين بالدين الاسلامي فيقينا سيكوِّنون بموارد بسيطة منظومة قوية لا تتهدم تحت أي ظروف..

كان معكم الشاعر و الأديب المفكر يوسف القيصر-

حررت و وثقت برابطة القيصر للمبدعين العرب بتاريخ13-12-2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  فلسفة الحياة.. بقلم _القيصر_21-04-2021 إن للحياة فلسفة خاصة بها و معاييرها تخالف غالبا معاييرنا،كما أن قوانين الزمان و الأيام تخضع لقوانين...