الخميس، 21 يناير 2021


 دراسة في كوكب المخذرات بعنوان:

المخذرات الموت الصامت بين يافع مدمن و رب أسرة مستهتر و تاجر مجرم و منظومة مجتمعية تتهدم من أساسها..

بقلم القيصر-بتاريخ01-01-2021

إن موضوع المخذرات قد فُتح أكثر من مرة ولا بأس من التكرار و التذكير لعل التذكير ينفع المدمنين..و قد كتبت هذا الموضوع بأسلوب مبَسّط دون المرور بمصطلحات صعبة أو معاني عميقة حتى يُتاح لجميع الفئات الثقافية متابعته لأنه موضوع يمس شريحة كبيرة من المجتمع و يتواجد ضمنها أقل عدد من المثقفين..

إن خطر المخذرات لا تكمن في تأثيرها على الفرد الواحد و إلا كان تأثيرها طفيفا لكنها تطال فئات كثيرة من المجتمع على اختلاف مشاربهم و فئة الشباب بلا شك تحضى بنصيب الأسد من هذا الفتك..

فهي تمد أذرعها في المجتمع كأخطبوط جائع وشرس يأكل بنهم عقول ضحاياه و يرميهم خارج أسوار الحياة الطبيعية بفكر خامل و مهدم و جسم مريض يعجز عن العطاء تماما و أحيانا يرميهم خارج أسوار الحياة في غياهب القبور ،فالمخذرات عدو يقتل بصمت و قوة ،وهي بكل أنواعها ابتداء من الحشيش و وصولا الى الكوكايين لها تأثيرات مدمرة و إن اختلفت درجتها ؛ فهي تتحكم في الجهاز العصبي بشكل كبير ثم تُفقد الشخص التحكم في أفكاره بشكل قوي فيعيش في حالات من الذهول والهلوسة غير مبال بما يحدث حوله أو عدم القدرة على اتخاذ القرار في أبسط الأمور و في حالات كثيرة  تجعله ذو عدوانية كبيرة يتصرف بأمور جريئة و شرسة جدا فيسهل عنده القيام بأفظع الجرائم بكل سهولة و يسر..

فأسبابها هي نفسها في كل مجتمع وإنِ اختلف الوطن والهيكل الاجتماعي،فنجد تواجد أصدقاء السوء و الذي يعززه غياب الرقابة الأسرية فيحدث انفلات خطير للابناء و تكون المخذرات جزء منه و ايضا  الامراض االنفسية و آثارها على بعض الشريحة خاصة الاغنياء منهم حيث يجدون المخذرات ملاذا لهم من احزانهم و وساوسهم لان وفرة الأموال هنا عامل مساعد جدا و أيضا اسباب اخرى عديدة ، فهناك ادمان آخر يأتي من تعاطي بعض المرضى لمسكنات أو أقراص لمعالجة الاكتئاب مثلا و يطول تعاطيهم حتى يصبح ادمانا و عندما لا يستطيعون شراء الدواء إما لغلائه أو لعدم وجود رخصة الطبيب فلا يجدون ملاذا غير المخذرات البسيطة كبديل لرخص ثمنها و سهولة شرائها و هذا طبعا بمساعدة ظروف أخرى كالضعف الذي يجعلهم مستسلمين جدا و أيضا في غياب الرقابة الاسرية فهذه الأخيرة تعد وحدها أكبر سبب على الاطلاق ..


و بطرحنا للنتائج فهي بلا شك نتائج عميقة تغوص في عمق المجتمع فتسلب الشباب همتهم و ترميهم في بئر الخمول و الضياع فهي تقضي و تفتك بأهم عنصر في أي منظومة مجتمعية و هي طاقات مهمة للسير بالمجتمع و رافعة أساسية لاقتصاده فينحدر المجتمع كله الى الحضيض عندما يفقد عناصرا قيمة أغلبهم أشخاص يُعتمد عليهم في أغلب القطاعات،هذا من جهة و من جهة اخرى فإن التعاطي احيانا يتم بطرق غير وقائية فتنتقل الامراض المعدية بشكل سريع و ايضا فالادمان يؤثر ماديا على المتعاطي و يؤثر اقتصاديا على الدولة نفسها بما تبذله من مجهودات لمكافحة انتشارها و أيضا مجهودات لعلاج المدمن نفسه و تأهيله مرة اخرى كعنصر ايجابي داخل المجتمع و هذه أمور تكلف الميزانية أموالا طائلة على حساب أشياء اخرى تنفع المجتمع.. 


و لا ننسى أن الفئة العمرية الكبيرة لها نصيب من هذه النتائج فأغلب المتعاطين من الشباب او الاكبر سنا تدمر المخذرات شخصيتهم وتجعلهم مستعبدين لها و للذتها و كثير من المتزوجين منهم قد هدَّموا حياتهم الأسرية إما بسبب استهلاك النقود بكثرة على المخذر و حرمان أسرهم أو بتلاشي اهتمامهم بزوجاتهم سواء ماديا أو عاطفيا و لا ننسى شيئين هامين تعاني منهم أسر كثيرة فيها اشخاص مدمنين أولهما العنف الشديد للمدمن في محيط عيشه و يحدث حوله فوضى عارمة و ثانيا أكثر المدمنين يصبحون عبدة للمخذر فيقومون بسرقة اهلهم بصفة دائمة حتى يوفرون ثمنه و هذه و غيرها كلها أسباب تحوِل حياة المحيطين بالمدمن الى جحيم غير مُطاق..


و تبقى الاسباب كثيرة و النتائج  أكثر لكن الناتج الأكبر هو منظومة مجتمعية  مهدمة و اقتصاد وطني ضعيف جدا، وتبقى الحلول أمامنا لكن تنفيذها يلزمه الصرامة و الهمة الشديدين وذلك على مستويين اولهما على مستوى الاسرة التي هي المحيط الاول للمتعاطي فهناك يجب على أرباب الأسر مراقبة أبنائهم مراقبة صارمة ومستمرة و معرفة رفقائهم و اماكن تسكعهم و أيضا معرفة أين يصرفون أموالهم ، أما المستوى الثاني فهو يتعلق بالمحيط المجتمعي ككل فهناك يجب على الامن اولا مكافحة تجارها بمزيد من الهمة والشراسة و أيضا مداهمة الأماكن التي يجتمع فيها المتعاطون باستمرار والتوعية المستمرة حول أخطارها ونتائجها..


أحبتنا فرسان الضاد و أعلام الفكر ،إن الموضوع لازالت تنقصه نقاط عدة فنتمنى منكم أحبتنا أن تغْنُوا سهرتنا بأفكاركم المضيئة و رؤاكم العميقة حتى تكتمل الرؤية و تتوضح الصورة،سهرة ممتعة أحبتي..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  فلسفة الحياة.. بقلم _القيصر_21-04-2021 إن للحياة فلسفة خاصة بها و معاييرها تخالف غالبا معاييرنا،كما أن قوانين الزمان و الأيام تخضع لقوانين...